كيف كُتِبَ الكتاب المقدّس؟

أَوحى روح الله القدّوس إلى كَتَبة الكتاب المقدّس من وقت موسى حتّى الرّسول بولس كي يُعبِّورا عن حقيقة أزليّة، و كان الله يستخدم كلماتهم و تعبيراتهم الشّخصيّة و الخاصّة. أحياناً نجد حوارات بين الله و الأنبياء، و أحياناً نجد نبي معينّ قد استلم توجيهات و وصايا محدّدة من الله (موسى مثلاً و هو على جبل سيناء).

يمكننا أن نرى أنّ أسلوب كتابة الكتاب المقدّس كان متنوّعاً واتّخذ أشكالاً عديدة، مثل:

  • أسلوب قصصي و سرد تاريخي — على سبيل المثال نجد أنّ أجزاء كبيرة في توراة موسى تغطي أحداث بداية الخليقة و رحلة إبراهيم و أبناءه و الخروج من العبودية في مصر.
  • تعليمات للمؤمنين — كيف تعبد الله و تعيش كشخص بارّ. هذه التّعليمات يمكن أن تجدها في التّوراة و في العهد الجديد أيضاً.
  • ترانيم تُستَخدم في العبادة — مزامير الملك داوود تُعتَبر مصدر وحي حقيقي في العبادة، و حتّى اليوم تساعدنا هذه المزامير في تقديم العبادة لله.
  • حكمة — كتابات سليمان تمُثّل مصدراً للحكمة الإلهيّة التي تساعدنا في التّفكير بطريقة صحيحة واتّخاذ القرارات الصّحيحة.
  • الإشارات و الآيات و الرّسائل النّبويّة — النّبوءات التي تتكلّم عن أحداث المستقبل، حيث كلّ نبي ذكر النّبوءات بطريقة مختلفة.
  • التّعليم عن طبيعة الله و خطّته لخلاص الجنس البشري و الخليقة جميعها.
  • روايات شهود عيان — البشائر الأربعة تمُثِّل تسجيلاً لما كتبه هؤلاء الذين عاشوا مع يسوع أو مع أتباعه، حيث شهدوا و عاينوا أحداثاً رئيسيّة في حياته و كذلك موته و قيامته.
  • رسائل موجَّهة إلى مجموعات من المؤمنين — هذه الرّسائل كانت تحمل التّشجيع و التّوجيهات اللازمة لهم كي يعبدوا الله و يخدموه بالشّكل الصّحيح.

عبّر الله عن أفكاره و مشاعره للإنسان عن طريق استخدام أشخاص عاديين مروا في حياتهم بمواقف عادية و أخرى صعبة، كي يوجهنا إلى المعنى الحقيقي للحياة التي نعيشها، فنجده يعطينا الأمثلة الجيّدة التي نقتدي بها، و لكنّه أيضاً يُرينا الأمثلة السّيّئة و السّلو كيّات الخاطئة لكي نتجنّبها و لنعرف ما الذي يضايقه و يحزنه.

على الرّغم من أنّ الله و كلمته أسمى كثيراً من التّعبير عمّا يريد أن يقوله في أيّة لغة متواجدة على الأرض اليوم، إلا أنّه استخدم عن قصد لغة الإنسان اليوميّة كي يوصل الحقّ له. هذا يعني أنّ رسالة الكتاب المقدّس من الممكن أن تُتَرجَم إلى كلّ لغة موجودة على وجه الأرض، لكي يكون لكلّ إنسان فرصة لفَهم رسالة الله و الحقّ المُعلَن في كتابه. حوالي سنة 200 ق.م تُرجم العهد القديم لأول مرّة إلى اللغة اليونانيّة التي كانت اللغة السّائدة في العالم في ذلك الوقت. منذ ذلك الحين تُرجِم الكتاب المقدّس إلى أكثر من 2300 لغة في العالم.

  • إذا تكلّم الله بلغة واحدة فقط مع البشر، ألا يكون هذا عائقاً أمام من يريدون سماع كلام الله و رسالته لهم؟