الجزء الثّاني: العهد الجديد

العهد الجديد (الإنجيل) و كلمة إنجيل كلمة إغريقية تعني ”البُشرى“ أي الخبر السار. لم يكتب السيد المسيح بنفسه الإنجيل إنما كتبه العدد من تلاميذه و أتباعه بوحي من الله، و الإنجيل فيه عدّة كُتّب (بشارة) و رسائل و ينسب كلّ كِتَاب للشخص الذي كتبه، و هم متّى، مرقص، لوقا، و يوحنّا. و جميعهم وصفوا حياة المسيح من ميلاده حتى صعوده. سَجَّلَتْ الكُتُب بدقّة الكثير من معجزات المسيح و الكلمات التي نطق بها و كذلك تعاليمه. كلّ كتَّب يقدِّم وجهة نظر فريدة عن حياة المسيح مُكمِّلة لمل تذكره الكتب ”البشائر“ الأخرى.

كتاب أعمال الرُّسُل هو سجِّل تاريخي لانتشار الإيمان بالسّيّد المسيح، و نموّه من مجموعات صغيرة إلى مجتمعات كاملة منتشرة في أنحاء الإمبراطوريّة الرّومانيّة الوثنيّة في القرن الأول الميلادي.

بقيّة العهد الجديد تحتوي على رسائل عدّة، كتبها تلاميذ و رُسُل المسيح للمؤمنين به في العالم. هذه الرّسائل قدّمت شرحاً و تفسيراً للكتاب المقدّس و هي مليئة بالتّعليم و التّشجيع و التّبكيت، لأتباع المسيح الأوائل.

أقدم نسخة كاملة للكتاب المقدّس سُمِّيَت ب ”المخطوطات السّينائيّة“، و يعود تاريخها إلى القرن الرّابع الميلادي. و كانت محفوظة أغلب الوقت في دير ”سانت كاترين“ في صحراء سيناء بمصر. و على الرّغم من أنّ الكتاب المقدّس كُتِبَ على مدار و امتداد أكثر من 1400 سنة بثلاث لغات مختلفة، و عن طريق مجموعة أشخاص مختلفين لم يجتمعوا مع بعضهم، فإّننا نجد أنّ هناك رسالة واحة تمتد من البداية إلى نهاية الكتاب المقدّس في تناسق و اتّفاق كامل.

كلّ كتاب و كلّ علامة و نبوءة هي جزء لا يتجزّء من الرّسالة العامّة للكتاب المقدّس، و هو تسجيل لإعلان الله عن محبّته و نعمته تجاه البشر. معجزة الكتاب المقدّس تكمُن بأنّه يُعلِن بتكرار و من أولى لحظات الخليقة حتّى قدوم يوم الدّينونة، عن نفس مشيئة الله الأبديّة و دعوته الخاصّة للبشر من كلّ الأمم و عبر كلّ العصور. و اكتشاف هذه الحقيقة هي أعظم فرصة و نعمة أعطاها الله للبشريّة على الإطلاق.

  • هل أنت شغوف لأن تكتشف و تختبر ما الذي يقوله الكتاب المقدّس بنفسك؟